الأربعاء, 25 يونيو 2025
اخر تحديث للموقع : منذ 4 أيام
المشرف العام
شريف عبد الحميد

علماء أحوازيون| سيبويه عمدة النحاة وبحر اللغة (140هـ / 760م – 180هـ / 800 م)

المجلة - | Mon, Jun 4, 2018 3:44 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

يُعد العلامة سيبويه إمام العربية وشيخ النحاة المقدم، ومضرب المثل في العلم بأسرار اللغة ودقائقها، وهو صاحب مُصنف “الكتاب”، أصل الأصول في علم النحو واللسانيات وقواعد اللغة العربية.

ويقول الدكتور أحمد فؤاد باشا - عضو مجمع اللغة العربية - ولد عمرو بن عثمان بن قنبر البصري في سنة 140هـ / 760م، بمدينة البيضاء وهي من الأحواز.

وقيل إنه سمي سيبويه لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين، هاجر أهله إلى البصرة فنشأ بها وتربى وطلب العلم فدرس علوم اللغة العربية والأصول والكلام والفقه والحديث على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو أكثر من أخذ منه.

وكان في بدايته يستملي الحديث على حماد بن أبي سلمة مفتيط البصرة، وذات يوم جلس حماد يلقي درساً من دروسه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: “ما من أحد من أصحابي إلا وقد أخذت عليه، ليس أبا الدرداء”.

فظن سيبويه أن شيخه قد أخطأ في عبارة: “ليس أبا الدرداء” فقام ليصححها له، وقال: “ليس أبو الدرداء” وظن أن كلمة “أبا” اسم ليس التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، فقال حماد لحنت وأخطأت يا سيبويه، ليس هذا حيث ذهبت، وإنما ليس ها هنا استثناء، فقال بأدب لشيخه: “لا جرم سأطلب علما لا تلحنني فيه”، فعكف على تحصيل علوم اللغة العربية وخاصة علم النحو فلزم الخليل بن أحمد الفراهيدي يتلقى منه، حتى أنه دخل عليه ذات مرة، فقال له أستاذه: مرحباً بزائر لا يمل، وكان الفراهيدي يحب تلميذه كثيراً ويقربه منه ويفسح له صدره. وبادله سيبويه حباً بحب، فكان إذا خالف رأيه قول معلمه يذكر قول الخليل أولاً ثم يقول: وقال غيره كذا وكذا، وهو يعني نفسه إلا أنه لا يريد ذكر نفسه بجانب الخليل إجلالاً وتقديراً لمكانته.

إحياء علم الخليل

وعندما أراد تأليف كتابه قال لصاحبه أبي نصر علي بن نصر، وهو من تلاميذ الخليل أيضاً، تعال حتى نتعاون على إحياء علم الخليل. وواصل تحصيله حتى تضلع في العلم وأصبح من أعلام العلماء في علم النحو، وشرع يلقي دروسه وذاع صيته لكثرة علمه وفضله وسعة معرفته وأصبح شيخ مدرسة النحاة البصريين عقب وفاة شيخه الخليل، وأقبل على حلقة علمه الطلاب من كل مكان يأخذون منه ويكتبون عنه ومنهم أبو الحسن الأخفش، وأبو محمد بن المستنير البصري، والناشي.

وأشاد به العلماء وقال عنه محمد بن سلام: “كان سيبويه النحوي غاية الخلق في النحو وكتابه هو الإمام فيه”، وقال أبو منصور الأزهري: “كان علامة حسن التصنيف”، وقال أحمد بن علي: “كان يطلب الآثار والفقه، ثم صحب الخليل بن أحمد فبرع في النحو”.

ويعد كتابه في النحو المسمى “الكتاب” من أشهر الكتب في تاريخ الثقافة العربية، وارتبط هذا المصنف باسم “سيبويه”، فإذا ذكر كتابه ذكر سيبويه، وإذا ذكرت قواعد النحو العربي برز اسم “سيبويه” وبالرغم أنه لم يؤلف غيره، إلا أن كتابه كان ذا أثر كبير في علم النحو، واعتبره العلماء أهم كتاب ألف في هذا العلم، وأطلقوا عليه “قرآن النحو”، ومن المقطوع به تاريخياً أن سيبويه لم يسمه باسم معين على غير عادة العلماء، حيث كانوا يضعون لكتبهم أسماء.

وإن مكانة كتاب سيبويه لتبرز في هذا النص الذي يرويه الجاحظ، حيث يقول: “أردت الخروج إلى محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم، ففكرت في شيء أهديه له فلم أجد شيئاً أشرف من كتاب سيبويه، فلما وصلت إليه قلت له: لم أجد شيئاً أهديه لك مثل هذا الكتاب، وقد اشتريته من ميراث الفراء، فقال: والله ما أهديت لي شيئاً أحب إليَّ منه”.

بين سيبويه.. والكسائي

كان سيبويه يناظر في النحو واللغة، وذات يوم اختلف هو والكسائي شيخ علماء النحو في الكوفة وكان معلم الأمين بن هارون الرشيد على صحة إحدى قضايا علم النحو، فقررا أن يحكم بينهما عربي خالص لا يشوب كلامه شيء من كلام أهل الحضر.

فسألاه فكان الحق مع سيبويه. إلا أن المتعصبين لم يرق لهم ذلك فاتفقوا مع ذلك الرجل أن يشهد للكسائي زوراً ففعل، فأثرت هذه الحادثة في نفس سيبويه حين علم بها، وترك بغداد وسافر إلى قريته البيضاء، واختلف المؤرخون في تاريخ وفاته وأرجح الأقوال أنه توفي سنة 180 هـ، كما اختلفوا أيضاً في عمره، قال الخطيب البغدادي يقال إن سنه كانت اثنتين وثلاثين سنة، وذكر البعض أنه توفي وعمره نيف وأربعون.

كلمات مفتاحية:

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت