الخميس, 17 يوليو 2025
اخر تحديث للموقع : منذ 5 أيام
المشرف العام
شريف عبد الحميد

هذه ليست لغة سفير

تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

الجدل المثار حول مقابلة سعادة سفير المملكة العربية السعودية في اليمن محمد سعيد آل جابر ليس مرده إلى غرابة المقابلة التي أجراها معه برنامج «من الصفر» من حيث موضوعها وزمانها، فللسفير «آل جابر» زلات عديدة ومؤثرة بل تكاد تكون واحدة من أهم مشاكل تعقيد ملف الأزمة اليمنية الذي غاب عنه الأداء الدبلوماسي الأمين، والفشل في تقدير الموقف منذ بوادر الاجتياح الحوثي لمحافظة عمران ومنها إلى العاصمة صنعاء، مروراً بالاتفاق سيئ الذكر المسمى «اتفاق السلم والشراكة» الذي شرعن للإنقلاب، وأيده السفير باعتباره إنجازاً تاريخياً يحسب لدبلوماسية السفير مورطاً معه حكومة بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي لتأييد ذلك الاتفاق المشؤوم.

كل من تعامل مع هذا السفير خرج بانطباعٍ صادمٍ ليس فقط من اللغة غير الدبلوماسية التي يستخدمها في خطابه وتعامله مع محدثيه، بل أيضاً من سوء تقديره لمسار الصراع وغياب الرؤية الإرشادية التي يمكن أن تسهم في مساعدة متخذ القرار في المملكة، ودول التحالف نحو اختيار أنجح السبل لإنجاز مهمة التحالف في عودة «الشرعية» وإنهاء «الإنقلاب»،إذ دائماً يحشد السفير كل همه واهتمامه للحديث عن جوانب لاعلاقة لها البتة بوظيفته وفي طليعتها الإهتمام بأنشطة ووكلاء مركز الملك سلمان وانتهاءً بملف إعادة الإعمار الذي أصبح هو الوظيفة الرئيسية لصاحب السعادة على حساب الدور الدبلوماسي الهام المناط به في هذه المرحلة.

ليست المرة الأولى التي يطلع فيها السفير على شاشة التلفزة في برنامج «من الصفر» بتلك اللغة الفاضحة والمحرجة له ولبلاده وللحكومة اليمنية، حيث أراد في حديثه أن يرسل رسائل غاية في السوء بأنه - وأثناء وجوده كسفير في صنعاء - كان صاحب الأمر والنهي على كل مؤسسات الدولة بما فيها المؤسسة العسكرية التي يستطيع بنفوذه وسلطته أن يأمر القوات الجوية بتحريك طائرة هيلوكبتر لتهريب الفريق علي محسن نائب رئيس الجمهورية مدعياً أنه طلب ذلك تحت غطاء ترحيل زوجته وأولاده، ناهيك عن إقامته في دار الرئاسة ليل نهار حتى إنهاء المهمة التي احتفل بها «من الصفر وخلف هذا الكم الهائل من الخيبة والصدمة للرئيس ونائب الرئيس وحكومة المملكة وحلفائها والمجتمع الدبلوماسي المعني بالأزمة اليمنية بشكل خاص.

فوق هذا قدم خدمةً جليلةً للإنقلابيين وصادق على إدعائهم بأن من كان يحكم صنعاء قبل إنقلابهم ليس الرئيس هادي وإنما سفير المملكة في صنعاء.

من باب المراجعة والنقد علينا أن لا نتردد في تقييم أدائنا حتى لا يستفيد عدونا الذي نقاتله من زلاتٍ محسوبةٍ ندفع كلفتها الباهظة  داخلياً وخارجياً ونعزز من أوراق الإنقلابيين ونصادق على ما تروج له آلتهم الإعلامية التي تغرد وتزدهر في ظل  الأداء السيئ مستفيدة وشامتة في آن.

في الذاكرة للسفير ما يستوجب الاحتجاج على أقل تقدير منذ تحوله إلى مراسلٍ أو مذيعٍ يحرج رئيس الدولة في سيارته بالميكرفون يطلب منه الحديث في استهتار قلَّ مثيله في عالم العمل الدبلوماسي، وانتهاءً بتغريدته اليوم على موقعه في تويتر حول استعراض عضلات إنجازات «سقطرى»، وهو عمل مطلوب من كل الأشقاء والأصدقاء كما هو مطلوب من الجهات المعنية في الحكومة اليمنية أن تتحدث عنه وتوجه الشكر له وللمملكة ولكل يد تمتد للخير في «سقطرى» وكل البقاع اليمنية.

كلمات مفتاحية:

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت