الأربعاء, 25 يونيو 2025
اخر تحديث للموقع : منذ 4 أيام
المشرف العام
شريف عبد الحميد

هل ستنجح إيران في تحقيق هدفها بإقامة "جسر جوي" في سوريا؟

في العمق - | Tue, Mar 6, 2018 12:34 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

طيلة السنوات الماضية وإيران تسعى لترسيخ نفوذها في منطقة الشرق الأوسط عبر تحقيق هدفها الرئيس، وهو تأمين ممرّ بري يربط ما بين إيران ولبنان عبر العراق وسوريا، لكن مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية لفتت في تقرير لها صدر مؤخراً، إلى أن تقييم الوجود الإيراني في سوريا، بات يرتكز على أساس الجسر البري، الذي تقيمه طهران حتى البحر الأبيض المتوسط، بينما في الحقيقة أن إيران لا تحتاج لهذا الجسر؛ لأنها أقامت جسراً جوياً يحقق أهدافها في سوريا أثبت فعالية كبيرة في عملية نقل السلاح والميليشيات، فيما يرى محللون أن الولايات المتحدة ستغض الطرف عن منع إيران من تحويل سوريا إلى ممر جوي لها لعدة أسباب.

وحسب "أورينت نت" قال الباحث السياسي التركي (باكير أتاجان)، إن إيران بحاجة للوصل إلى لبنان عن طريق صيدا وصور وهي تفكر بخطط، لذلك فإن هناك معلومات تفيد بأن إسرائيل تسعى للدخول إلى عمق 40 كيلو متر في منطقة الجولان بما فيها جبل الدروز، ما يعني أن الطائرات الإيرانية لا تستطيع أن تمر بهذا الخط، وبالتالي يكون لديها مجال جوي بديل، ولا سيما أن" سياسياً كل الدول تسعى لأن يكون لها قواعد في البحر المتوسط تسمح لك بالامتداد إلى أوروبا وأفريقيا، أي منطقة مركز بين الجميع".

ولفت الباحث التركي إلى أن الولايات المتحدة لن تمنع إيران من تحويل سوريا إلى ممر جوي ولن تخرجها من سوريا، كي تبقي واشنطن محافظة على وجودها في المنطقة،  مردفاً أن الولايات المتحدة دخلت العراق للتخلص من الكيماوي ومن صدام حسين، لذلك لولا أن إيران وإسرائيل استفادت من القضاء على صدام، لما استطاعت إيران الوصول إلى اليمن وسوريا ولبنان لأن العراق كانت السد المانع لمخططاتها، وفق قوله.

وأشار  (أتاجان) إلى أن "واشنطن هي من غضّت الطرف عن التمدد الإيراني في سوريا واليمن ولو أرادت منعها لمنعتها، والدليل أن هناك اتفاق بين اسرائيل وإيران على تسويق الناس من الدول الأفريقية لصالح الولايات المتحدة بما في ذلك المخدرات عن طريق حزب الله، وبالتالي هناك ترابط بين الأحداث، إضافة إلى تقديم إيران الأسلحة والدعم للحشد الشعبي، ومن الجو من قبل الولايات المتحدة بحجة محاربة الإرهاب قبل وجود داعش".

وتابع " كما أن الولايات المتحدة كانت ضد التدخل في شمال العراق سواء تركيا أو إيران ولكن لما دخل قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني، لم يكن هناك أي ردود فعل من الولايات المتحدة كما كانت تدعي، لذلك فإن أمريكا تفعل عكس ما تقول".

بدوره رأى الصحفي التركي (هشام جوناي)، أن أي ممر جوي إيراني في سوريا يتم الحديث عنه سيتم عرقلته من قبل الولايات المتحدة من أجل أمن إسرائيل التي لا تريد لأيران أي نفوذ في سوريا ولا سيما بعد ما شاهدناه من إسقاط الطائرة الإيرانية المسيرة في الجولان مؤخراً.

وأضاف أن "إيران تسعى أن تحافظ على ما جنته من سياسة الهلال الشيعي التي بدأت من العراق مروراً بسوريا وصولاً إلى لبنان، وبالتالي كي تحصل على معبر من سوريا لتصل لميليشيا حزب الله، لن تتراجع عن كل الجهود التي قدمتها في سوريا، والتي ستذهب إذا لم تُقْدم على فتح ممر جوي".

وحول مدى ما يوفره الممر الجوي الإيراني أوضح (جوناي) أنه يُعتبر أسرع وخاصة أن الممر البري غير آمن وقد يتعرض أي موكب عسكري مهم لأيران للخطر، وبالتالي يوفر الممر الجوي نقاط استراتيجية وهي تريد منه الحفاظ على نظام الأسد وأي تهديد يتعرض له ستسعفه بأسرع وقت، وبكل الأمكانيات، إضافة إلى أن طهران تريد أن تمنع إسرائيل من القيام بأي هجمات مرتدة على ميليشياتها التي قال نتنياهو إنها ليست تهديدات بل سيكون هناك تنفيذ.

واعتبر كذلك الصحفي التركي أن "روسيا وإيران هدفهما التاريخي الوصول إلى البحر المتوسط وما نشهده اليوم هو ظلال الماضي، وهناك تسابق روسي إيراني وإيران تسعى للحفاظ على نظام الأسد الضامن الأساس لها في سوريا وإذا كانت روسيا حصلت على طرطوس فإيران حصلت على دمشق"، وفق قوله.

وكانت  مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، دعت إدارة الرئيس دونالد ترامب لاستخدام قوتها العسكرية؛ لمنع الطائرات الإيرانية من دخول سوريا؛ بسبب دورها في نقل ميليشيات شيعية ومعدات عسكرية ضخمة لتقوية  ميليشياحزب الله وبناء قواعد لها،حسب موقع (إرم نيوز).

وقالت المجلة، في تقرير نشرته، (الجمعة)، إن الولايات المتحدة تخطئ في التركيز على محاولات إيران فتح ممر بري عبر العراق إلى سوريا ولبنان، على أساس أن الممر الجوي أثبت فعاليته في دعم قوات النظام وحلفائه في سوريا. وأضافت: "لا تزال هناك فرصة الآن لقيام الولايات المتحدة بكبح الوجود الإيراني في سوريا؛ بوضع حد للسياسات الخاطئة التي شجعت هذا الوجود في المقام الأول".

ولفت التقرير إلى أن إيران عززت رحلاتها الجوية لسوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية عام 2011، وقرار بغداد السماح لطائراتها بعبور الأجواء العراقية في طريقها لسوريا، مشيرًا إلى أن لا إدارة الرئيس السابق باراك أوباما ولا إدارة الرئيس ترامب الحالية حركت ساكنًا لوقف تلك الرحلات. ووفقًا للتقرير، فإن الطائرات الإيرانية نقلت كميات ضخمة من السلاح لميليشيا حزب الله، لدرجة أنه بات أقوى بكثير مما كان قبل حرب عام 2006 ضد إسرائيل، وأن تلك الرحلات ساعدت إيران أيضاً على إنشاء مصانع صواريخ في سوريا ولبنان.

ونقل عن مصادر عسكرية قولها، إن الخطوط الإيرانية وحدها قامت بأكثر من 140 رحلة بين بداية عام 2016 وشهر أيار العام الماضي، وأن جداول رحلاتها أصبحت سرية في كثير من الحالات، فيما قامت شركات طيران إيرانية أخرى بما فيها الشركة التابعة للحرس الثوري وهي "بويا اير" وطائرات القوات الجوية الإيرانية بأكثر من 1500 رحلة إلى جانب الرحلات التي قامت بها أيضاً الخطوط الجوية السورية. وأضافت المجلة، أن هناك احتمالاً بأن تكون هذه الطائرات قد نقلت أكثر من 250 ألف شخص، معظمهم عناصر ميليشيات موالية وما يزيد على 60 ألف طن من المعدات، وفق (إرم نيوز).

كلمات مفتاحية:

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت