الأربعاء, 25 يونيو 2025
اخر تحديث للموقع : منذ 4 أيام
المشرف العام
شريف عبد الحميد

ثورة الشعب الإيراني والرمزية

المجلة - توفيق مصيري | Sat, Mar 3, 2018 1:32 AM
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني

شهدت الثورة الإيرانية بثوبها الجديد فصلا جديدا لم يكن على جدول أعمالها، وربما النجاح الذي رافقها، كونها لم تكن تحت راية حزب، أو شخصيات تفعيل كالعادة تتوقف عند تحقق المصالح الفئوية للنفعيين.

إنها ثورة الفقراء والضعفاء، من الشعب الإيراني بمختلف أطيافه وعرقياته، ولكنها لامست هذه المرة هدفا لم يكن على قائمة الأهداف المعتادة، وجاءت بشكل عفوي، ربما لقناعة المجتمع، بأنه قد حان الوقت لإزاحة الستار عن الشخصية المؤثرة في واقع الحياة، وأن القدسية التي له آن لها أن ترفع، فالصمت المطبق لـ "الولي الفقيه" أمام كل هذه المظالم، وجعل الظلمة من المقربين له، ومن حاشيته، يشير إشارة مباشرة للفاعل الحقيقي، والمؤثر المباشر، للوضع الذي وصل إليه الشعب المظلوم.

لقد أسقطت هذه التظاهرات الرمزية، "الولي الفقيه" في صور لم تكن تحدث في مظاهرات سابقة، صوره مُزقت، وأُنزلت من المباني، وأُحرقت، واسمه كُتب على الأرض، وديس بالأقدام، وفي دورات المياه كتب اسمه على المراحيض، وهتف الجميع بسقوطه ورحيله.

لقد عمت المظاهرات كافة المدن، وسوادها الأعظم من الشيعة الشباب، مما أربك حسابات النظام، فأخذ يتصرف بعنف اتجاه هذه التحركات، إما بالقتل، أوالتعذيب، والحبس، والتهديد، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي.

لقد انطلقت حسابات كثيرة تنشر، وتتابع هذه الأحداث، وانطلقت قناة ازادي الفارسية (الحرية)، وكلها مشاريع منفردة، غير محسوبة على القيادات النفعية المعتادة، لذا كان النجاح مبهرًا.

والآن، وإن بدأت تخفت أضواء هذه المظاهرات، وتضعف، فهو شيء طبيعي جدا، لكن هي جاهزة، لإسقاط هذا النظام عند اندلاع أي شرارة قادمة محفزة للشعب، وهي قريبة جدًا، وربما تكون الانتخابات القادمة سببًا في هذه الانطلاقة، فسقوط الرمزية للولي الفقيه، ليس بعده إلا سقوط النظام بإذن الله تعالى.

أما خيارات الحل لدى النظام الحالية لمعالجة هذا الوضع لن تكون كثيرة كالعادة، ولكنها قد تجعل من حكومة روحاني كبش فداء، وتجعل نفسها في صف ثورة الشعب، وهو ما أشارت إليه خطبة أحمد خاتمي، المتشدد والمحسوب على الولي الفقيه، يوم الجمعة، حول تأييده لمطالبات الثوار، وهو ذكاء سياسي لكنه لم يكن كافياً.

لذا جاءت مطالبات أعضاء مجلس النواب، بإعطاء الحقوق، ورفع المظالم عن الشعب، والوقوف مع مطالباتهم، ليشعروا الشعب أنهم منهم وفيهم ومعهم، ولكن حتى هذا لم يكفِ، لأن الشعب على درجة كبيرة من الوعي، ويعرف كل المحاولات التي تريد تحسين وتجميل الصورة القبيحة للولي الفقيه بعد انكشافها.

ننتظر الأيام القادمة الشرارة الجديدة، لتحكي لنا الفصل الأخير للولي الفقيه، وظهور نظام جديد، وصورة جديدة للتشيع السياسي.

كلمات مفتاحية:

تعليقات

أراء وأقوال

اشترك في النشرة البريدية لمجلة إيران بوست

بالتسجيل في هذا البريد الإلكتروني، أنتم توافقون على شروط استخدام الموقع. يمكنكم مغادرة قائمة المراسلات في أي وقت